الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

(مسخ) شارع..!

إياد فؤاد عبدالحي - (مسخ) شارع..!

رشفة..


@ غفوت كما يغفو الرافعي ذات مساء، فوجدتني في شارع من شوارع العاصمة المقدسة وقد خلا تماماً من أي نتوء متمثل في (مطب) أو (حُفرة)، ولا فرق بين الاثنين إلا في زاوية تحدب تُظهر (مطباً) أو زاوية تقعر تُشكل (حفرة).

@ وإذا ما كان من فرق آخر فإنه يظهر جلياً حين تُمطر سحابة عابرة أو زائرة أو ربما (تائهة) قطراتها على شوارعنا (المصونة)، والنعت الأخير عائد لغرقها الدائم في أعمال الصيانة..!

@ فوقتها وعلى حسب مُعدل الأمطار وارتفاع منسوبها يكون الفرق..! فإن كان المنسوب عالياً يختفي السيد (مطب) تحت برك المياه تاركاً لك (سيربرايس) أو مفاجأة اعتلاء منصته التي ستبعثر (حتماً) كل ما في عربتك، بداية بكوب القهوة الذي (كـَشَختَ) به من (بارنيز)، مروراً بكومة الأوراق التي وضعتها (فوضويتك) على طبلون السيارة، انتهاءاً بالإطاحة بـ (عقالك) وربما سماعة جوالك اللاسلكية التي ابتعتها مخافة (قسيمة) مخالفة التحدث بالجوال أثناء القيادة..! والجزاء من جنس العمل كما يقولون..!

@ وبالطبع سيكون الحال مُختلفاً للسنيورة (حُفرة) في ذات المشهد، فمع أنها الأخرى ستختفي عن ناظريك بين طيات (المياه) المعتلية للأرصفة، إلا أنها ستكون قد امتلأت بمخلفات الشوارع، الأمر الذي سيُقلل من حجم مفاجأتها لك ولعضلات عربتك التي إن كانت (كحيانة) فإنك حتماً ستسدد فاتورة (مساعد) أو(مقص أمامي) في أحسن الحالات..!

@ أما إن كان منسوب المياه (واطي)، والسحابة لم تأت بأفراحها إلا للبعض من فئات المجتمع، من أطفال يُرددون (يا مطري حُطي.. حُطي)..! ومنسوبي (أمانة) يتمتمون (حوالينا ولا علينا)، وغاسلي سيارات (سُمر) ولسان حالهم (يا كريم)..!

@ وقتها ستنقلب الصورة، وستتغير الأحداث، فالسيد (مطب) سيُظهر لك رأسه وان أخفى عنك جسده، وستكون بمنأى عن مخاطره التي تـَوَصَّل الأطباء مؤخراً إلى أنها سبب رئيسي في (الانزلاق الغضروفي) و(الديسك المُزمن) وربما سيكون لها علاقة بالزهايمر المبكر في الآتي من الأيام..! (من يدري)..؟

@ أما السنيورة (حُفرة) فستكون لها حظوة (احتضانك) وكفرات عربتك، ووقتها فقط قد تكتشف أن بداخلك مخزون من (الشتائم) لأحدهم وربما لأكثر..! ووقتها أيضاً ربما تسمع سيلاً من (الشتائم) ذاتها من عابر طريق (طرطشه) الموقف، فنال منك لسانه الذي إن تأدب مع لحظة الانفعال تلك لقال لك: بشويش يا حمــار..!

رشفة أخرى:

مذكرات شارع..

انولدت شارع.. يميني رصيف، ويساري رصيف.. والاسم شارع..

سوي.. سليم.. معافى.. ما بي علة..

يمشي فوقي الكل.. حتى التايه الضايع..!

وبعد فترة..

جا دقـَّـاق.. وحفــَّار.. وكسـَّـار.. وحطوا لوحة مكتوب عليها (صيانة)..!

وحفرة يمين.. وحفرة شمال.. ودا نازل.. ودا طالع..!

وبعد فترة..

راح الكل.. وبقيت أنا.. (بس).. مو (أنا)..!

مطب هنا.. وحفرة هناك.. ونتوءات..!

رصيف مكسور.. وعمود مطفي.. وزرع قـد مات..!

راح الكل.. وبقيت أنا.. (مسخ) شارع..!

فيس بوك/ إياد عبدالحي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق