الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

معالي وزير الإعلام

إياد فؤاد عبدالحي - معالي وزير الإعلام

صحيفة الرياضي / 7 - 6 - 2010

@ واسمح لي يا معالي الوزير أن استهل مقالي بقبس من نور محبرتكم كان قد غمرني سطر اليراع فيه بالحكمة والموعظة الحسنة حين كتب معاليكم ذات مقال: " يلفت نظري أحياناً – في الآونة الأخيرة – كقارئ أو كمتلقي – أن بعض الأطراف – وفي تيارات مختلفة – ابتعدت عن قيم الحوار السامية وغاياته العليا لتتعامل مع الحوار كوسيلة لكيل الشتائم.. وانتهاك النوايا.. وتصفية الحسابات.. بحثاً عن أمجاد زائفة وانتصارات وهمية.. على حساب وحدة الوطن والصالح العام، وأمثال هؤلاء تهاوت قيمتهم في نظر المتلقي.. أو ستتهاوى..!"

@ كان ذاك في مقال عنونه معاليكم بـ (حتى لا ننسى: حوار وليس صراعاً) قد أخَـذَنـا فيه يراعُك السامي لرحلة بحث علمي تنقلت فيها بنا كما يتنقل العالم الجليل بطلابه والأب المربي بأبنائه فاستهللت بالتذكير ببحث جدُّ قيم لفضيلة الشيخ د. صالح بن حميد عنوانه (أصول الحوار وآدابه في الإسلام) حرصاً من معاليكم على دعم المعنى الإيجابي للحوار الذي لخصته الرؤية الثاقبة بأنه تعاون بين المتناظرين لمعرفة الحقيقة والتوصل إليها.. هكذا ببساطة موجزة وسلاسة مُعجزة..! ثم أردفت البحث ببحث آخر لفضيلة الشيخ د. سلمان العودة لمَّ فيه شمل آداب الحوار في سطر أرى أنه بات لزاماً على الكل أن ينبرسه قبل الخوض في لجج الحوار..! "حُسن المقصد، التواضع، حُسن الاستماع، الإنصاف، البدء بمواضع الاتفاق، ترك التعصب، احترام الطرف الآخر، الموضوعية، اعتدال الصوت".

@ لتنتقل بعد ذلك بنا من القضية الأم لإحدى بناتها، بسلاسة انتقال المركب من بحر لنهر..! فربطت بين قضيتي (الحوار) و(النقد) واضعاً بين أيدينا إهداءاً لبحث آخر عنوانه (لماذا نخاف النقد؟!) للدكتور سلمان العودة، رسَّخت فيه من خلال اقتباسين فقط تعريف النقد في الذهن على أنه (تمييز الطيب من الخبيث، والحسن من القبيح، والمزيف من الحقيقي) و (معرفة الخطأ والصواب، ويعني.. الثناء على الخير ومدحه، وذم الشر ونقده).

@ وماذا بعد..؟! اسمح لي يا معالي الوزير أن أبث لك من خلال أسطري معاناةً أرى أنك قد شاركتنا فيها من خلال وهج سطرك السابق، وهذه سمة من سمات أولياء الأمر في مملكة الإنسانية، معاناة تموضعت في افتقاد شريحة من زملاء المهنة المنتمين لبلاط صاحبة الجلالة لثقافة الحوار والنقد وآدابه وسلوكياته ولن أبرئ نفسي بل إني أبدأ نقدي بها..!

@ فنحن يا معالي الوزير نعاني من خروجنا عن إطار الحوار وأصوله، والنقد وآدابه، إننا كثيرو الاختلاف قليلو الاتفاق ولن أُرجع ذلك لمقولة (اتفق العرب على ألا يتفقوا) بقدر ما سأعلله بافتقارنا لموارد تنمية المهنة (الذاتية - الجماعية)، وشح وسائل التطوير والتدريب المهني، وقلة الطرق المؤدية للأمام الأخَّاذة لمفاهيم الجودة الشاملة، وندرة الناصح والموجه من أمثال معاليكم.

@ وعليه.. فإني أطلب من معاليكم تكثيف الجهد على مبدأ (الأخذ باليد)، فالبعض في حاجة ماسة لدورات تدريبية ومناهج تثقيفية وورش عمل تطورية تنظمها الوزارة عملاً بمبدأ (الأخذ باليد)، ولست أرى أكرم ولا أشد من أياديكم البيضاء المعطاءة على إحداث نقلة نوعية للاعلام والثقافة في البلاد.

@ واسمح لي يا معالي الوزير أن أختم مقالي بقبس من نور الحكمة الذي أنار دربك ودروبنا من بعدك حين قال معاليك ذات يوم: (ماذا أردت أن أقول..؟! الوطن قبل التيّار.. والحق فوق التعصب.. والحوار ليس صراعاً) وكفى.

كاتب وناقد إعلامي...،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق