الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

نادي (الواق واق)..!!!

إياد فؤاد عبدالحي - نادي (الواق واق)..!!!


@ وقال لي صديقي الواق واقي - نسبة لبلاد الواق واق - إن نادياً من أعرق أندية بلادهم قد تعرض في الأيام الماضية لهزة تعد الأعنف في سلسلة هزات لم تترك ذاك النادي في حاله من يوم كينونته قبل مئة عام من الآن حتى وقتنا الحالي حين قدرت له الأيام أن يكون على خط الزلزال من يوم تأسيسه في حجرة من ثلاث جدران لا سقف لها..!

@ غاب الحائط الرابع من يوم ولادة ذاك النادي ليبقى مفتوحاً بكل ما فيه لكل عابر سبيل أو قاطع طريق وما أكثرهم حين أضحت عتبة حجرته مدخلاً لكل من لا بيت له..!

@ قال لي وقد اكتنفت نبرته حدة وحرقة لفحتني حرارة كلماتها: نادينا ومن يوم أن وضع فتيته لبنة تأسيسه كانوا قد وضعوها على صخرة (الديموقراطية) وشيدوا من حولها سوار (الرأي والرأي الآخر)..! وعلى قدر اختلاف أطياف المنتمين للكيان المئوي فإن التاريخ لم يشهد ومُذ أول صفحة في مدونة هذا الكيان ظاهرة (ارتفاع صوت) على آخر..! كل الأمور كانت تدار على طاولة الحوار التي لم يجلس على أي من كراسيها (مستبد)..! الأمر الذي ولَّد انطباعاً مع مرور السنين أن هذا النادي ملك للجميع..! ولك أن تتخيل أن سهم الديموقراطية قد ارتفع إلى أن وصل لأن وُصفَ مدرج النادي بنعت (الحاكم بأمره)..! فالجمهور والجمهور فقط هو من يحكم ناديه..! كم من رئيس قد أقال وكم من مدرب قد جلب، وكم من لاعب قد استبعد، وكم وكم وكم..! أما الآن فالمدرج أضحى الحلقة الأضعف، أو بتعبيركم الدارج محلياً (لا يهش ولا ينش)..! والقرار أصبح قطبياً بعد أن تجمعت مراكز القوى في نقطة وتركت بقية النقاط دون حرف يجمعها، أما الصوت فقد اعتلى لدرجة (غصب عن اللي ما يبغى) ونبرة (شاء من شاء وأبى من أبى) ووتيرة ح.. ح.. ح.. الغارقة في الاستبداد والمكتظة بوحدة القرار والمنغمسة في الظلم حد الظلمة..! نادينا يا سادة - والحديث لصديقي الواق واقي -..! قد انسلخت جلدته الديموقراطية تماماً فلم يبق منه إلا مسخ التوحدية الآرائية والفلسفة الآرية طالباً من الكل (الآخر) كلمات كـ (سم وتم وأبشر ومن عيوني وزي ما تشوف) الغارقة في الاستسلام والخضوع والخنوع..! والغريب العجيب في الأمر أنهم يطبقون توجههم هذا بعلة فرض (النظام)..! وهي لعمري أقرب ما تكون لفرض هيمنة..!! والأغرب من ذلك كله أن ذات المنادين بالنظام والمطنطنين بالنظم هم أول مخترق لها..! فلك أن تتخيل أنهم لا تربطهم بالكيان إلا ذكرى لعلاقة قد كانت رسمية قبل حين ولم تعد في وقتنا الحالي لها صفة إلا قيمتها الاعتبارية الاجتماعية التي منعتني عن ذكر اسمها في كلامي..! انتهى كلام صديقي (الواق واقي) فطأطأت برأسي وتمتمت بيني وبين نفسي (الحال من بعضه)..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق