الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

قلم نابلسي..!

إياد فؤاد عبدالحي - قلم نابلسي..!



@ تأملت في مشهد القلم الاتحادي ملياً في وقتنا الحالي ووقفته النقدية تجاه أزمة النادي الثمانيني، فوجدته قد خط على رقع النقد أكثر من خط، وتحرك في أكثر من اتجاه، وسكب أسطر محبرته على كل جانب، فلم يترك منطقة ظل أو ضوء إلا لاكها بمفردته وناقشها بفكره، وحين يكون الحديث عن الفكر والعقل لابُد من استهلالة أخرى لمقالي..!

@ مما علمني إياه شيخي (النابلسي) أن العقل قائم على ثلاث مبادئ، أولها السببية وثانيها الغائية وثالثها رفض النقائض. أما السببية فالمقصود بها أن العقل لا يقبل أمراً بلا سبب، وذاك كقولنا (مالذي أسقط الاتحاد..؟). وأما الغائية فمسنودة على الغاية، كأن نتساءل ما غاية اللاعب من اسقاط نفسه..؟ وأما عن رفض النقائض ثالث مبادئ العقل البشري فمتمثل في أن العقل لا يقبل الجمع بين أمر ونقيضه، كأن نقول الإدارة تسعى لاسقاط نفسها مثلاً..!

@ ومما لمسته عن فكر القلم الاتحادي الذي سكبته معاناة ناديه الأخيرة وأزمته على الصفحات أنه كان مرتكزاً على ذات الثلاث مبادئ ولم يحد عنها وإن اختلف، إلا في شذوذ قد خرج عن حدود القاعدة..!

@ وعلَّ أكثر ما يُميز صرير القلم المُذهَب أنه دائم الاختلاف ونادراً ما يتوحد في نظرة، فتجده دوماً ما ينظر للأمر والقضية والخطب والحدث من كل زواياه، فلا يترك جانباً مُعتماً، ولا منطقة رطبة، ولا أرضاً دون أن يحرثها يراعه مراحاً ومجيئاً..!

@ وفي أزمة الثمانيني الأخيرة دلالة على ما ذكرت، وشهادة على ما أقول، حين علقت الأعمدة الأجراس على كل الأبواب، وفتحت كل النوافذ، وأجهرت بضوء فكرها كل الممرات، وغايتها الوصول للمخرج من تلكم الأزمة التي أرهقت العميد كما لم يُرهق من ذي قبل.

@ محابر سكبت مداد نقدها صوب الإدارة وارتكزت على حيثيات ونقاط، ومحابر رأت في اللاعب العلة والداء وسبب الوجع، ومحابر خرجت عن الأمرين (الإدارة واللاعب) إلى حيث أعضاء الشرف والبُعد الموغل في الصمت، والحضور المليء بالثرثرة..! ومحابر رأت وارتأت أن الأمر جد طبيعي وكان متوقعاً من قبل أن يكون ويقع، وأرجعوا ذلك لنهاية مرحلة وبداية مرحلة أخرى..! ومن المحابر من ألزم صحبها الأقلام في غمدها، فحاولوا الابتعاد عن الحدث، بعضهم تحدث عن غير الاتحاد، وبعضهم كف عن الحديث لأجل غير مسمى..!

@ البعض كان متزناً لدرجة الثبات على الخط، والبعض الآخر حاول التسطيح لدرجة (انعدام الوزن)..!

@ في النهاية أنا أرى أن الاتحاد كسبان وخاصة أهله والقائمون عليه من هذا التنوع الطرحي النقدي القائم على الفكر المختلف والنظرة الأخرى، فالأمر في نهايته لا يتجاوز (الروشتات) الآتية من هنا وهناك لإخراج النمر من الحمَّى التي أصابته وكم من حمَّى أصابت العميد وخرج منها سالماً معافى.


نهــايــة الكــلـــم

@ إن رأيت قوماً متوحدين في الفكر، فثق تماماً أن لا عقل لهم.

@ وإن شاهدت قوماً يسيرون في اتجاه واحد، فتأكد من أن هناك من يسوقهم كالعميان..!

@ أما إن رأيت حراكاً في كل الاتجاهات، وفكراً مختلف الزوايا، فتيقن أنك بين (النخبة)..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق