الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

صافية لبن.. حليب يا شابورة..!

إياد فؤاد عبدالحي – صافية لبن.. حليب يا شابورة..!


صحيفة النادي...،


(1)
بعد أحدية الصلح التي أطلق السلطان حمامتها لتنثر السلام في سماء الكيان الوحداوي رددت مع (فوزي محسون) أغنيته الأشهر على الإطلاق (أهل مكة حَمام..)..! والحمام مهما اختلف ريشه يبقى السلام مكنونه والالتقاء موعده ولا يعرف إطلاقاً معنى للمسافات وإن ابتعدت لما بعد النظر ووجهات النظر..! لن أنكر أني تفاجأت بالسلاسة التي انتهى الأمر بها والبساطة التي أقفلت ملفاً لقضية تخطت مداولاتها موسم بأكمله..! مما جعلني أتساءل بصدق (أهي النهاية فعلاً..؟)..! في الحقيقة لم أكن أتوقع أن السطر الأحمر المكتظ بالاختلاف والطافح بالنيل من الآخر والعامر بالتكتلات سينتهي أمره بنقطة نظام وعلى طريقة (صافية لبن.. حليب يا شابورة)..! كنت أتوقع تقريباً للمسافة لا لقاءاً بالأحضان..! وكنت أظن أن هدوءاً سيعم لا سكوناً دون أي حركة..! وهذا بالطبع لا يعني أني معترض على السكون والأحضان إلا أني أخاف على القضية من (الهُدنة) المؤقتة والشرارة الكامنة المترقبة لنقطة بنزين..! في الحقيقة كنت أتمنى أن نخرج من مساء الأحد بوضع كل النقاط على الأحرف، فنقطة النظام وإن أعطت لأفق العمل مساحة فإنها بالتأكيد تبقى قابلة للتجاوز ولو بعد حين.

(2)
وفي شأن آخر واتجاه مختلف أوجه فيه بوصلة قلمي نحو شارع الصحافة وناديه الثمانيني الغارق كما مدينته جدة في سيل من المهاترات..! لقد كنت وإلى وقت قريب مقتنع تماماً بأن الآراء قد تتبدل، والقناعات قد تتغير، وأرى أنه من الممكن جداً أن تتحرك بوصلة الفكر من أقصى اليمين لأقصى الشمال، إلا أن ما ليس معقولاً ولا أراه مقبولاً البتة بل ويستحق وقفة تأمل تتخللها كثير من نظرات الشفقة أن تتفرمت العقول للدرجة التي لا يبقى فيها من فكر أصحابها إلا ذاكرة خالية بعد أن ضربت فايروسات المصالح المشتركة كل مساحاتها السابقة..! حالة كهذه تستدعي منا وقفة نُحسبن فيها على التيه والتوهان ونترحم فيها على أقوال الرجال ونضرب كفاً بكف على سقوط مُريع وحادث مُروّع لـ (سين) من القامات كان صرحاً فهوى ببضع كلمات قالها على الهواء ونشرها عن الهوى..!
... للحديث بقية...،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق