الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

الكاتب (وفاء عامر)..!

إياد فؤاد عبدالحي - الكاتب (وفاء عامر)..!

@ ومما قالته السنيورة (وفاء عامر) لصديقي الإعلامي الحانق جداً مما تقدمه هذه المرأة من مشاهد أقل ما توصف بأنها خالية من الحياء، وقد كانت تدافع عن نفسها بطبيعة الحال بقولها: "لابُد أن تعي ويعي غيرك أنني صاحبة (رسالة) وعليَّ أن أؤديها على أكمل وجه وإن كلفني ذلك أن أحرق جسدي لا أن أعري بعضه"..! يا للحماسة..! أي تفان هذا لأداء الرسالة..؟ في الحقيقة لم يستوقفني مصطلحا (الحرق) و(التعري) فهما في نهاية الأمر مكملان لبعضهما البعض ولو بعد حين..! إلا أن ما استوقفني حقيقةً عبارة الفنانة التي قالتها بكثير من الزهو والفخر والاعتزاز (أنا صاحبة رسالة)..! يا سلام ع الرسالة..! ويا عيني على (هيك) مرسول..! ويا حبيبي على (دا) الزمن اللي صارت (قلة الحيا) فيه (تتباع) بـ (فلوس)..! من قال (اللي اختشوا ماتوا) ما مات..! واللي مات ضمير (قبل النوم) ولحظة (التأنيب) اللي تسبق آخر نفس صاحي..! في زمان المدعو (ميكافيللي) كان للسقوط (مبرر) للوصول للغاية، وفي زماننا الذي نحيا رفاته أضحى السقوط هو (الغاية) ذاتها..! كم من (وفاء) على خشبة مسرح حياتنا الغارق في التيه..؟ وكم من ساقط وما أكثر السقوط..! والكل يدندن على وتر (الرسالة)..! فذاك صاحب قلم كُنت أحسبه بخير إلى ما قبل حين ولم أكن أعلم أني (آخد مقلب) من عيار (مش ح تقدر تغمض عنيك)..! كاتب قد ملك محبرة من ذاك النوع الذي لا ينضب، ويراعاً أقل ما يوصف به أنه من (العيار الثقيل) إلا أنه وكما أسلفت خذل الآراء (الإيجابية) عنه وصفع كل وجهات النظر (الحسنة) فيه وأسقط نفسه في مناطق الاضمحلال الوعيي والذبول الأخلاقي المهني يوم أن عرَّى الكلمة وكشف عن مناطق البذاءة فيها عبر مقالات أقل ما توصف بأنها سب علني وقذف على الهواء الكتابي في واحدة من حالات الدنو الفلكي الأخلاقي التي لم تجد أي مُنكر أو نكير لها في نفسه..! قال لي أحدهم: إنها لحظات النزع الأخيرة..! فتمتمت بيني وبين نفسي: يا لسوءالخاتمة..! وقال لي آخر: العلة في مستوى التعليم..! وكنت لم أدرك حتى ساعتي أن الجهل حالك الظلمة لدرجة الظلم للنفس قبل الظلم للآخرين..! الثقافة وحدها لا تكفي يا سادة..! فقد تتزاحم المعلومات وتتراص المفردات في محبرة كاتب (ما) لدرجة إعطاءه المساحة لأن يكتب آلاف الأسطر وملايين الكلمات ولكن الفكر الجاهل والضمير الأمّي يضع حداً لأفق مداده قد لا يتجاوز أرنبة أنفه الملطخ بوحل السفه..! لحظات الانفعال جداً مجنونة وقد تخرج بالكل إلى حيث اللامعقول..! إلا أن مربط النفس يبقى دوماً موصولاً بحلقتي الوازع الديني والمخزون الأخلاقي. وحين يتنكر أحدهم للدرجة التي لا تبقى في ملامحه الفطرية ما يوحي بعودة للطريق المستقيم فإنه بالتأكيد يكون وقتها قد وصل لدرجة (الخيانة العظمى) لنفسه قبل الآخرين أو بمعنى آخر يكون قد وصل لدرجة (الوفاء العامر) ورسالتها الموغلة في السقوط والتعري وقلة الحياء..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق