الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

من لهذا الرجل..؟

إياد فؤاد عبدالحي - من لهذا الرجل..؟


@ خدم ناديه لثلاثة عقود متتالية، والعقد في عمر الرجال لا يقاس بالسنوات بقدر ما يُقاس بالأنفاس..! كم من زفرة (ألم) أطلقها بين جنبات محبوبه، وكم من (شهقة) فرح شقت لقدميه مزيداً من الخطوات..! بذل كل ما بوسعه ولم أجد أكثر من العمر بذلاً..! ولم ينتظر يوماً باقة ورد مُرفقة بكلمة (شكر)..! كل ما كان يرجوه البقاء في خدمة من أحب، إلا أنه اصطدم بورقة من سطرين.. عنوانها (الإقالة) ومضمونها إنهاء الخدمة..!

@ عبدالله الجهني مدرب السباحة بنادي الاتحاد والذي حقق لناديه أكثر من ثمانين بطولة وقدم فيها ذهباً نصفه (كؤوس) ونصفه الآخر (أبطال)..! استأمنه النادي على فلذات كبده فقرَّ عين (الثمانيني) بهم على منصات الإنجاز والإعجاز.

@ حادثته بعد قرار الإقالة المباغت والساقط كما النوازل التي تأتي بلا (إحم) أو (دستور)..! كي أستوضح وأستفسر وأستبين ما حصل..؟ فلم أجد من الأسباب والعلل إلا ما تبوتقه لفظة (الجحود) ومفردة (التعنت) ونظرية (المؤامرة) على اللعبة قبل مدربها الذي وصل به عُمر العطاء لأن يدرّب أولاد من كان قد دربهم قبل عقود في ذات النادي..! وأسألوا عمر السقاف وعمرو بقسماطي وغيرهم وغيرهم..!

@ السباحة والألعاب المائية في نادي الاتحاد التمت ومنذ زمن في قالب واحد إلا أن البعض الآن يُحاول تفتيت الأولى والتفرد بالأخرى لأسباب بعضها (مادي) بحت وبعضها الآخر (سلطوي) حتى النخاع..! هذا وبالرغم من أن السباحة لم تحظ يوماً بأكثر من فتات كعكة الصرف، بل إنها في الغالب قائمة على كيس أولياء الأمور والمدرب القدير عبدالله الجهني..!

@ مئة وخمسون ألفاً خصصتها خزينة النادي للألعاب المائية وفي خلال أربعة أيام (فقط) للبطولة العربية، وغيرها من الأرقام الأخرى التي فاقت هذا المبلغ وبكثير في موسمنا هذا، مقابل (شُح) و (تقتير) وصلا لدرجة منع المكافآت عن من هم في الضفة الأخرى من ذات المضمار المائي..! وفي ذلك دلالة واضحة على توجه من المشرف العام على ردم المسبح بمن فيه..!

@ لم يطلب المدرب التربوي أكثر من إداري للعبة السباحة يعينه فيها على القيام بمهامه في الكيان الثمانيني، إلا أن المشرف استكثر على المدرب ذلك وقابله بوعود مماطلة كانت نهايتها (الإقالة)..!

@ حاول المدرب الوصول للرئيس ولأشهر، ومع كل محاولة وأخرى كان الباب الموصد يُعيده لسعادة المشرف (الطيار) الغير موجود (عمداً)..!

@ وبعد أشهر من الانتظار واستسقاء للموعد مع سعادة الرئيس (المُبجَّل)..! جاءت المقابلة جدُّ مقتضبة ومختصرة لدرجة (إيش اللي جابك) و(عندك المشرف) و (ليش ما أخذت موعد..؟)..!! وبعد يومين منها (فقط) أنهى القلم الرئاسي مسيرة عطاء ووفاء بجرة حبر على ورقة الإقالة..!

@ كم من إدارة حطت رحالها خلال الثلاثة عقود الماضية كلها اتفقت على عمل الرجل وما يقدم في مضماره المائي مع كامل الثقة من أولياء أمور البعض منهم مرَّ من تحت يدي المدرب ذاته..! فأوكلوا له مهمة رعاية موهبة أبنائهم من بعدهم ليكمل سيرة ذهب تخطت الثمانين بطولة..! لتأتي النهاية بقرار إقالة (تعسفي) لم أجد له حتى حيني أي مبرر..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق