الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

نهاية (بطبيعة الحال)..! مقال مسرحي..!!!!!

إياد فؤاد عبدالحي - نهاية (بطبيعة الحال)..!


@ بعد أن نفث آخر أنفاس سيجارته بنشوة مريبة قال لي وقد حملق في الفراغ: أتعلم يا صديقي أن منتهى اللذة دوماً ما يتمركز عند آخر نقطة..! فأجبته بنظرة استفهام لم يلبث إلا وأن أطلق معها عنان خياله فأجاب: حسناً.. دقق في آخر لقمة من طبق الباميا مثلاً..! تلك اللقمة التي دوما ما تكون الأكثر طعماً وأنت تلعق الصحن بقطعة الخبز مراحاً ومجيئاً فتشرِّبها بالمرقة حد (الجغجغة) ومن ثم تقذف بها في فمك لتمضغ اللذة وتتمنى أن تستمر كعلكة إلى الأبد..! ياللذة..!! حسناً.. وما رأيك في آخر رشفة من كوب قهوة الصباح..؟ الوقت الذي تصرخ فيك كل خلية من خلاياك بالـ (كيف البني)..! والكوب ليس يملك إلا الجرعة الأخيرة فما يكون منك إلى أن ترتشفها وكأنها آخر أنفاس الحياة..! إنها نقطة النهاية يا صديقي..! ذات النقطة التي تجمعت لذتها عند آخر كل رواية من ألف سطر وسطر ..! ذات النقطة التي يبلغ الطعم عندها منتهاه في آخر بيت من كل قصائد الزمن..! حسنا.. وما رأيك في آخر مشاهد النهار حين تغني لك الشمس: (أغداً ألقاك..؟)..! وما رأيك في نهاية كل ليل حين تهمس لك ذات الشمس بشوق: (ها قد أتيت)..! إنها لذة الشروق والغروب.. لذة النهاية يا صديقي..! كل مشاوير الدنيا لا تستطعمها إلا وأنت تخطو الخطوة الأخيرة.. خطوة (ها قد وصلت)..! ودون الوصول ليس يكون للمشوار طعم أو معنى أصلاً..! وما رأيك...

@ فاستوقفته وظني به إن لم أستوقفه ما سكت وقلت له: طيب والنهااااااااية..؟ فتبسم ملء فيه وقال متهكما: ها أنت ذا تنشد اللذة..! تريد النهاية..! وفي هذا اثبات لكلامي.. لقاعدتي.. وقد تتعجب من أن أنهي قاعدتي هذه باستثناء وكم تكون القاعدة مملة دونما استثناء..! وقد تتعجب أكثر وأكثر حين تعلم أن استثناء قاعدتي محصورة بين قوسي (نهاية لاعب كرة القدم)..! ليستمر كعادته في كبح إبدائي لأي ردة فعل تجاه أقواله فيقول متسائلاً: أوَما شهدت نهاية (مارادونا) أسطورة المستديرة على مر الأزمان..؟ أما رأيت نهاية (زيدان)..؟ بالتأكيد أنك تشهد نهاية (راؤول) الآن..! ومحلياً.. ألم تسمع عن نهاية (أحمد جميل)..؟ ألم تُحزنك نهاية (خالد قهوجي)..؟ أما عاصرت نهاية (مروان بصاص)..؟ وكم كانت النهاية محبطة مع (محمد الخليوي)..! تباً.. كم تنرفزني نهاية (فهد الهريفي)..؟ وكم تحبطني نهاية (فهد الغشيان)..؟؟ وأظنك تقرأ حالياً سيناريو نهاية (محمد الدعيع)..! ورأيت كيف كانت نهاية (نواف التمياط) من قبله..!

@ حسناً.. بعض النهايات تأتي بتوقف مفاجئ أو تصل للطريق المبتور بفعل (زمن) أو بفعل أمر (المخرج عاوز كدة)..! والبعض منها تكون محبطة حد البكاء..! وبعضها يكون مأساوياً حد (الفجعة)..! وبعضها يستدعي الشفقة والكثير من الأسى..! والبعض الأخير منها غارق في الغموض..!

@ أتجول بين ردهات نهايات اللاعبين راسماً استفهام (لماذا..؟) في آخر صفحة من مدونة كل لاعب..؟ البعض يُجيب بحسرة: إنها عقلية اللاعب..! والبعض الآخر يعللها بثقافة مجتمع رياضي (غادر) أحياناً و(غير وفي) في أحايين أخرى..! والبعض الأخير يتمتم بمنطق خافت: (بطبيعة الحال)..! لتأتي نهاية المقال هكذا بلا نهاية..! وكل رمضان وأنتم أقرب لله تعالى..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق