الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

(مُت قاعد).. (مُش قاعد)..!

إياد فؤاد عبدالحي - (مُت قاعد).. (مُش قاعد)..!


@ غمرني معالي وزير الثقافة الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة بشكره وثناءه على مقالي الذي سطره يراعي يوم السبت الماضي وكان بعنوان (معالي وزير الإعلام). وكلمة الشكر حين تأتي من سماء معاليه لابد أن تتبعها عبارتي (العفو) و (لا شكر على واجب) مُرفقة بكثير من الحب والتقدير والامتنان لمعاليه.

@ إن في وعده بالاهتمام باقتراحي الذي شيدت عليه جسر مقالي والذي وصفه معاليه بـ (المهم والقيّم) على صفحته الخاصة بالفيس بوك دافع لي ولغيري من الكُتّاب لبث مزيد من الرؤى والأفكار على طاولته. فالكاتب حين يكتب لا أراه إلا مُستسقياً سماء المسؤول لا لخير لذاته بل لتهطل الخيرات على الوطن بأسره.

@ من ناحية أخرى وعلى ذات اتجاه وزارة الثقافة والإعلام توقفت كثيراً عند كلمة سمو مساعد وزير الثقافة والإعلام الأمير تركي بن سلطان للإخوة المتقاعدين في الحفل الذي نظمته الوزارة تكريماً لهم حين لخص سموه رسالته لهم بعبارة (التقاعد لا يعني الاستسلام).

@ ذات العبارة التي كانت نواة كينونة نادي المتقاعدين الأمريكيين في إحدى ولايات بلاد العم سام، ذاك النادي الذي بدأ بفكرة طرحها رهط من المتقاعدين على طاولة مشاريعهم المستقبلية للآتي من الأيام فبدأت أعمالهم التطوعية بتهذيب زرع الحدائق وإطعام وعلاج قطط وكلاب الشوارع، وسرعان ما توالدت مهامهم وتكاثرت أعدادهم إلى أن وصلوا الى اعتراف رسمي مدعوم مادياً ولوجستياً من الحكومة ومزوداً منها بصلاحية (رقابة) و(متابعة) على كثير من المؤسسات العامة والخاصة..!

@ تجربة كهذه حولت تركيبة مفردة (مُت قاعد) إلى (مُش قاعد) والتي كانت براءة تحورها لوالدي الدكتور فؤاد عبدالحي في واحدة من قصائده (الحلمنتيشية) التي نَظَمَها في حفل تكريم متقاعدي كلية التربية بجامعة أم القرى لهذا العام فكان عنوانها (مُش قاعدون.. متحركون)، فاستهلها بسؤال معشر المتقاعدين بقوله: ماذا عساكم تفعلون..؟ ولأي شيء تخططون..؟ وقد احتوتكم الستون.. وفي انتظاركم السبعون.. ومن بعدها الثمانون.. وإن شاء ربي التسعون.. هل أنتم متقاعدون..؟ أم أنتم مُش قاعدون..؟ هل أنتم متقوقعون..؟ أم أنتم متحركون..؟ هل تأكلون وتنامون..؟ أم في القراءة تبحرون..؟ أم في بحوث منشغلون..؟ في خدمة المجتمع منهمكون..؟ هل بالإعلام مغرمون..؟ أم في السياسة غارقون..؟ هل في التجارة بارعون..؟ أم في الأسهم متورطون..؟ أم في العقار محظوظون..؟ تبيعون وتشترون..؟ هل للرياضة تمارسون..؟ للاتحاد عاشقون..؟ ولوحدتنا تشجعون..؟ غالبون ومغلوبون..؟ هل في البلوت حريفون..؟ للأربعمية ترصون..؟ وللسهرات محبون..؟ مع الأصحاب تسهرون..؟ هل في الزواج ترغبون..؟ وبالمسيار تثنون..؟ وتثلثون وتربعون..؟ بعدل أو لا تعدلون..؟ هل للسجادة لازمون..؟ بذكر الله مطمئنون..؟ في القرآن تتدبرون..؟ بالأسحار تستغفرون..؟ وعلى النبي مصلون..؟ لكم لكم ما تخيرون.. فلعلكم تتفكرون..! المهم مُش قاعدون.. نشطون مُتحركون.. هو ما ينبغي أن يكون.. يا أيها المُكرّمون.. ووجه الله تبغون.. وبذا إياه تعبدون.. سبحان الله الذي.. يقول كُن فيكون..! ونصلي على الحبيب.. كلنا أجمعون.. صلوا عليه وسلموا.. تريليون تريليون..!

كاتب بصحيفة الرياضي...،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق