الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

فصفص ع الريق..!

إياد فؤاد عبدالحي - فصفص ع الريق..!



@ ما أروع خدمة موجود التي قدمتها لنا شركة الاتصالات..! وأحسبها (دعاية ببلاش) لشركة تستاهل بصراحة..! وكيف لا وهي من تقدم يومياً ثلاث رسائل (كول مي) مجانية للطفرانين لتخرب بيت من لهم علاقة بهم بطبيعة الحال..! على كل.. أعود لخدمة (موجود).. تلك الخدمة التي تحول بينك وبين أي صوت مزعج لا ترغب في سماعه..! وأنا هنا لا أقصد الإزعاج بالنبرة بقدر ما أعني (الرخامة) في الأداء..! والأداء أهم من النبرة.. نعم فالأداء وحده من أبقى (جورج وسوف) سلطاناً للطرب حتى بعد أن شاخت حبال صوته..! وللمعلومية لست ممن يستمعون لهذا الجورج..! بل لا يستهويني أي (جورج) في الدنيا..! بداية بجورج (أريزونا) الأمريكي الذي دخل موسوعة جينيس كأضخم كلب في العالم..! مروراً بجورج قرداحي وملايين برنامجه المكرر للنسخة (العشرطعش)..! تعريجاً على الجورجين بوش الأب والإبن ومن قبلهما جورج واشنطن وأي جورج آخر يأتي من سلالتهم..! انتهاءاً بجورج سيف الحق إبن الحلاق الهندي في صالون (أحلى قصَّة) على مدخل دحلة الولايا..!!!

@ ما علينا..! المهم أني كنت قد صنفت المكالمات الهاتفية إلى أصناف..! أولها محبب لنفسي لا أقاوم معه الرنة الأولى فتجدني فور سماعها أجيب بـ (آلووو)..! وهي تلك التي تكون من ذي رأي سديد ولسان فصيح ويملك صاحبها أذنين يستمع بهما وينصت لوجهة النظر الأخرى ودون مقاطعات (بس) أو (لكن) أو (بس لكن) والتي لم تجتمع قط إلا في أغنية (الأماكن)..!!

@ أما ثاني المكالمات فبالكاد أبتلعها وتارة أرد عليها، وتارة لا أخفي عليكم أني أقابلها بالتطنيش والتجميد لدرجة (الصامت) المئوي..! فحديث صاحبها كالفصفص (ع الريق)..! أو كالبيبسي (ع الجوع)..! يصيبك بحالة تلبك ذهني وتقلص فكري فلا تخرج من مكالمة من هذا النوع إلا بغثاء ثرثرة لا تسمن ولا تغني من جوع..!

@ أما البعض الأخير من المكالمات فهي تلك التي تقرع طبلة أذني بصوتها العالي فتوترني بنبرة (الأنا) الطاغية..! ولا تخرج عن وتيرة (اسمعني جيداً) ومحاولة فرض الرأي المستميتة..! وهذا النوع من المكالمات بالذات كنت قد استفدت من خدمة (الحظر) التي قدمتها شركة الاتصالات مشكورة لمكافحتها وللقضاء على عنجهية أصحابها الغارقة في البربرة والمكتظة بالهبهبة..!

@ ولذا فإني أهيب بالإخوة المتصلين أن يراعوا فرق توقيت زمن أصبح (الإعلام) فيه حراً والكلمة فيه محسوبة وتقنية تسجيل عبث المداخلات متاحة وللجميع وبضغظة (زر)..! وعلى كل من تسول له نفسه قرع جرس هاتفي الجوال أن يتحمل مسؤولية مفردته التي ستحيله وبحكم نهائي صادر من محكمة قراراتي الغير قابلة للاستئناف لمؤبد خدمة (موجود) أو لإعدام خدمة (الحظر) والله الهادي لسواء السبيل على قول حسن خليفة في حواره الأخير..!

نــكــتـــة الســبـــت:
فيلسوف وجاهل، خرجوا في رحلة تخييم للغابة، وبعد أن وصلا لبقعة جميلة، نصبا الخيمة وتناولا العشاء وتسامرا، ثم ذهبا للخيمة وخلدا للنوم..! وبعد منتصف الليل.. أيقظ الجاهل صديقه الفيلسوف وقال له: أنظر للأعلى وقل لي ماذا ترى؟ فقال الفيلسوف: أرى مئات النجوم..! فسأله الجاهل: وماذا تكتشف من هذا؟ ففكر الفيلسوف قليلاً ثم قال: لو قلنا فلكياً، فهذا يدل على وجود مئات وملايين الكواكب والمجرات..! أما بالنسبة للوقت فتقريباً الساعة الآن قبل الثالثة صباحاً بدقائق..! وبالنسبة للجو فأظن أن الجو سيكون صحواً وجميلاً غداً..! وأخيراً فإن الله سبحانه وتعالى يرينا قدرته وكم نحن ضعفاء بالنسبة لهذا الكون العظيم..! لكن قل لي أنت: على ماذا يدلك هذا المنظر..؟ فقال الجاهل: يا حمــــار، خيمتنا انسرقت..!!!

فيس بوك/ إياد عبدالحي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق