الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

وزارة (الهـــواء)..!

إياد فؤاد عبدالحي - وزارة (الهـــواء)..!


@ لو كان للهواء وزارة.. لقـَطـَعـَتـه..! وما حال الماء والكهرباء إلا واقع (ناشف) و(مظلم) لعبارتي التي استهللت بها مقالي.

@ حسناً.. أن تقطع عني الماء لفترة ما بين اليوم والأسبوع فإنك لن تقتلني إلا قهراً..! وبالتأكيد أنا لن أموت عطشاً..! فللماء سحائب غير وزارته المبللة..! بعضها بحجم (الوايت) وبعضها بحجم قارورة (موية الصحة)..! وكلها في نهاية الأمر تمطر وفق نظرية (الدفع.. مقابل البلل)..!

@ أما أن تقطع عني الكهرباء ولساعات وفي عز صيف تخطت حراراته درجة الخمسين فذاك لعمري ما لا يُطاق ولا يمكن أن يُحتمل..! فمن أين لي بقارورة كهرباء تحفظ لي ما في ثلاجتي..! أو تطبخ لي غدائي..! أو تشحن جوالي..! أو تغسل ملابسي..! أو تبرد حجرة أطفالي..! أو تشغل الأجهزة الطبية لجدتي..! أو تنير طاولة مذاكرة أبنائي..!

@ قديماً قالوا: (بدلاً من أن تلعن الظلام.. أشعل شمعة) والسؤال المطروح الآن: وهـل تكفي الشمعة..؟

@ القضية يا سادة ليست محصورة ما بين (نور) و(عُتمة).. فالكهرباء قد خرجت من مصباح (أديسون) السحري مُنذ زمن وأضحت (غولاً) له في كل ركن من الحياة يد وبصمة..!

@ وكي تتأكد من ذلك.. خذ جولة على كل حجرة في منزلك وأبدأ في عد كل جهاز ارتبطت روحه بالـ (كهرباء)، ووقتها فقط ستهمس في أذنها: (حياتي من دونك سـَلـَـطـَة)..!

@ و(السَلَطَة) مفردة يُقصد بها (الفوضى) في هكذا وصف، وما أكثر الفوضى في الموقف..!

@ تأمل معي سيدي القارئ تصريح شركة الكهرباء الرسمي الصادر عن نائب رئيسها المهندس عبدالعزيز اليمني الذي برر فيه الانقطاع المتكرر والدائم لساعات بعبارة: (إن ما يحدث من انقطاعات في الخدمة كان بسبب جلوس المواطنين والمقيمين في منازلهم بسبب ارتفاع درجة الحرارة وموسم الاختبارات وكذلك متابعة كأس العالم)..!

@ سحقاً للكوميديا السوداء..! إذن كأس العالم هو السبب..! وجلوس المواطنين والمقيمين في المنازل سبب..! والاختبارات أيضاً سبب..!

@ ولا مسؤول عما حصل إلا المواطن والمقيم..! إذن يستاهل..! اقطعوا عنه الماء واقطعوا عنه الكهرباء.. وإذا لم يتعظ..! أسسوا للهواء ((وزارة)) واقطعوا عنه ((النـَــــفـَــــس))..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق