الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

أخطبوط كداااااب..!

إياد فؤاد عبدالحي - أخطبوط كداااااب..!

@ اليوم وفي مساءه ستتعلق أعين نصف سكان الأرض على الأقل ولمدة ساعة ونصف الساعة إن لم تزد بالشاشة الفضية وهي تتطلع لمعرفة بطل العالم في كرة القدم..! مواجهة أوربية خالصة بين مصارعي الثيران وزارعي الورود وياللفروقات بين الاثنين خارج المستطيل الأخضر..! أما في داخله فكم هائل من أوجه الشبه يجمع بين المنتخبين اسبانيا وهولندا..! علَّ أبرزها طريقة اللعب القائمة على جماعية الأداء وكثرة مفاتيح اللعب للدرجة التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تصل معها دقيقة من المباراة لباب اللعب المقفل..! لقاء مفتوح ومن دقيقته الأولى وأظنه لن يوصد باب متعته حتى آخر زفرة في صافرته..! كم تمنيت (خليل جلال) حكماً له خاصة وأنه قدم نفسه وبتجلي فاق قدراته أو ربما فاق ما حسبناه فيه..! (روبن) كتب ملاحظة وبالخط البرتقالي الفاقع أن المنتخب وأي منتخب في حاجة ماسة للنجم (الخبرة)..! و(بويل) كتب عبارة على سفح المونديال تقول إن شارة القيادة ليست مجرد قطعة من قماش..! أما الأخطبوط (بول) فأوجس في النفس خيفة من جهالة قرن المعلومات والمعرفة..! حقيقة لم يدر بخلدي أننا كبشر ما زالت أرجلنا على حافة هاوية الجهل ونحن في زمن أصبح العلم فيه كالهواء من كثرته وبساطة انتهاله بشهقة عبر كتاب أو انترنت أو تلفاز..! والأنكى من ذلك أننا عكسنا عقرب الساعة يوم سخرنا كل ما سبق في نفخ كير أخطبوط الجهالة في وجوه عوامنا الذين افتتنوا بوهج كذبه وإن صدق..! كم من طفل ترسخت في نفسه مفاهيم الدجل على أذرع هذا الأخطبوط التي بطشت برواسخ حاول من حاول ترسيخها داخل المنزل والجامع و المدرسة..! كم من طريق مظلم عبَّده هذا الأخطبوط وتلك البروبجندا الإعلامية التي أحاطت به لخطوات حتماً ستترنح كثيراً بين دهاليزه الموحشة المكتظة بالدجل والسحر والشعوذة..! فحين يؤمن طفل وبراءته بنظرية (بول) الأخطبوط الغارقة في التنجيم فإنه حتماً أو على الأقل (ربما) سيكون ضحية لأي تنجيم آخر بعد أن ترنحت فطرته بضربة حظ آتية له من أعماق المحيطات..! كم استأنست بآراء بضعة أقلام وضعت خطين تحت شرارة قد تحرق (اعتقاداً)..! وحين يرتبط الأمر بالعقيدة أرى أن الواجب يرتقي لفرض العين تجاه (النشء) خاصة و(العوام) عامة..! فنحن في حاجة ماسة لحملة توعية يشترك فيها الأب والمعلم والشيخ عبر منزل ومدرسة وجامع نعنونها بـ (كذب المنجمون ولو صدقوا) لنزيح من خلالها غيمة ضلال قد تمطر علينا بوابل جهالتها في الآتي من السنين..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق